حبرُ الرسائل أنواع / فَ ثمّة رسائلٌ حينما تُكتب , تُكتب بالحبرِ العادي .. والبعضُ مِنها يُكتب بِماءِ الدَمع , والبعضُ الآخر يُكتب بِدم القلبْ وَ الروح ..
وَ أصعبُ الرسائل , بَل وَ أكثرُها صِدقاً تلك التي حينما تُكتب .. يكتُبها أصحابُها وهُم على ثقةٍ تامةٍ بأنها " لنْ تصل " وَ حتى إن وصلتْ .. لنْ تكونَ أكثر مِنْ " همسةٍ في أذنِ المُستحيّل " ! ..
[ إلى المُجرم الذي سرقَ قلبيّ ! ]
لأنك ذاتَ يومٍ .. كُنتَ أغلى شئ , وَ أجملُ شئ ..
وَ أقسى شئ .. وَكُل شئ !
أُحبُكْ
تقضمُ أطرافَ - قلبيّ - هذهِ العُزلةِ المُميتَة ..
فَ يخرجُ خُوفيّْ مِنَ الحُجراتِ المُعتمَةِ ..
ويَلفُ بيّْ السُوادُ .. الآنْ ..
وَتَنخرُ قلبيّْ حُنجرَة - فيروُزْ -
............... وَاكتُبُكْ !!
أُحبُكْ
ويُؤلمُنيّْ شعوريّْ , بِ أنَّ - المَسَافةَ - تفصلُ بينَّ لقاءِ قلبيّنَا !
وتقفُ حائلاً متيّناً بينَّ أصابِعنَا , ورسَائِلنَا ..
وَ.. بينّنَا نحنُ الإثنيَنْ .. !
أُحبُكْ
تتعلقمُ روُحكَ فيّْ فُؤاديّْ ..
وَ تُحرضُنيّْ عَلى أنْ أكتبُهَا الآنْ .. بِ مدادِ إحساسٍ يشجُو علَى صوتِ - فيروُزْ -
وبِ مِدادِ حنيّنٍ يملأُنيّ ويضخمُ بيّ أغلى أمنياتيّْ ..
بِ أنَّ المسافةَ الشاسعةَ التي تفصِلُنا , سَ تنكمشُ مِنْ جرّاءَ " أشواقِنَا " ..
وَ سَأبكيّْ .. عَلَى صَدرِكَ يوماً !
أُحبُكْ
واشعرُ تارةً بِ أننيّْ كَ الشمسِ ..
غائِرةٌ فيّْ صدرِ الغُيومِ الحزينَّة !
وتارةً أُخرى بِ أننيّْ ..
سَأعطلُ عَنِ النَبضِ قريباً !
أُحبُكْ
أكثر , وأكثر , وأكثر .. كُلمَا بحثتُ بِلا شُعورٍ عنكْ ..
و كُلما حلُمتُ بصُدفةٍ جديدةٍ تجمعُني بكْ ..!
فَهل تلكَ التي ستُنسبُ قريباً إلى أوراقكَ الرسميةِ , والتي ستُصبحُ بعدهَا جُزءً لا يتجزءُ مِن عالمك ومن حياتك ومن حاضرك ومن مستقبلك ومن شيخوختك ! , تُحبُك كمَا أُحبُك ؟! هَل ستعيشُ معكَ الجنونْ الذي كُنتُ أعيشهُ أنا مَعكْ ؟ هَل ستُمضي معك الطقوس التي كُنتُ أحلمُ بها معكْ ؟ هل ستُعطرُ لكَ سريرَ أيامكَ برائحةِ الشوقْ وَ الحُب وَ تُهديكَ قلبهَا على طبقٍ من ذهبْ ؟ هَل سَتُطعمُكَ غِذائُك وَ تُسقيكَ شرابك بيدهَا وَ تُلحُ عليك لإكمال طعامكْ حتى النهاية .. كمَا كُنتُ سأفعل ؟ هل سَتُدللكْ بحُبٍ .. فَتُساعدُك على إرتداءِ ملابسك , وَ على تمشيط شعرك , وَعلى تقليم أظافركْ ؟ هل سيملأُها إحساسٌ بالحُزن وباليُتم وَ بالفقدْ , حينما تغيبُ للحظةٍ واحدةً عنها وَعن قلبها ؟ هَل سترتديّ لك كُل ألوانك المُحببَة وَ ستضعُ لك كُل العطور التي تُحبُها .. وَ كُل أشيائك المُفضلة ؟ هَل ستضعُكَ عَلى عرشٍ يليقُ بكَ في قلبَها , وَ مِن ثُم ستُرتلُ عليكَ كُل أناشيدِ الحُب وَ الوفاء ؟ هل ستأتي أنثى بعدي .. تُحبك , وَ تتنفسُ هوائَك .. كمَا كُنتُ أنا ؟
وَ حينمَا تستيقظُ أناءَ كُل صباحٍ , وتنظرُ إلى الطرف الآخر من سريرك .. فَتجد أن الذي أحببتهَا وَضاع عُمرها وعُمرك سُدىً في إنتظارها , ليستَ هي ذاتهَا !
وَ حينمَا يضيقُ فضاءُك بكْ , وتبحثُ عنيّ فلا تجُدني .. فتضعُ رأسكَ على حجرها , وَ كُل حواسك الخمس .. تُخبرُك بأنك في حجريّ أنا وليس في حجرها !
وَ حينمَا تتجولُ معهَا بالأسواقْ , وَ تُمسكُ يدهَا بشدةٍ .. وَ كأنهَا يدي , وَ ثمة ما يوجدُ بداخلك .. يُؤكدُ لك بأنها يدي .. إلا أنَ الواقُع يُخبرك بأنها يدهُا وَ ليسَت يدي !
وَ حينمَا تُمسكُ بِورقةٍ وَ بقلمْ , لِتدونَّ شيئاً طلبتهُ مِنكْ .. فَتكتبُ إسميّ .. بِلا شُعُور !
وَ حينمَا يجلدُك سوطُ الحنينْ .. فَ تفتقدنيّ وَ أنتَ معهَا , وَ تعضُ أصابعَ الندمْ على ما فرطتَ بهِ , فَ تُعيدُ قراءةَ كُل قصائدكْ بيّ , وَكُل أحاسيسَك بيّ , وَكُل مشاعِركَ بيّ .. وَ كُل ذكرياتكْ مَعي , فَتبكي باحثاً عني .. وَ عَن طريقٍ يُوصلُك إليّ , إلا أنكَ لا تجدُ الطريقّ .. ولا تجدُنيّ !!
ماذا سيحلُ بك ؟
واللهِ ما أحببتُ مِن خلقِ الله أحداً , كمَا أحببتُك أنت ..! / ولمْ أفتقد في شتاء قلبي شيئاً .. كَ فقديّ لدفئ قلبك ..!
أنا فقط أتساءل :
هل ستُعبرُ قلبكَ أنثى وَ تُحبك حدَ المَوتْ ! كما أحببتُك ؟!
وَ هل سيعبرُ قلبي رجُلٌ وَ يُحبني حدَ المَوتْ ! كما أحببتنيّ ؟!
.