الاثنين، 13 سبتمبر 2010

الغايّة / والوسيلة !

                                " الغاية تُبرر الوسيلة



هذهِ العبارة الشهيرة التي نسمعُها وَ بكثرةٍ في المجالس وفي الحوارات العامّة , جاءت على لسان صاحبها الفيلسوف الإيطالي ميكافيلي , وهو سياسيّ نفعي* من الدرجة الأولى لا يُؤمن إلا بالمصلحة والمصلحّة فقط .
وهذهِ الجُملة بشكلٍ مُبسطٍ أكثر تعنيّ : أن الهدف أو الغاية التي ترغب بالوصولِ إليها تُبيح لك إستخدامّ أي وسيلةٍ كانتْ , بغضِ النظر عن ماهيتها وكيفيتها .. المُهم في النهايةِ هوَ أن تحصل على ما ترغب به .
وبالطبع تطبيق هذهِ المقولة " بأي شكلٍ من الأشكال " يتنافى مع منهجية الشريعة الإسلامية .. مثال على ذلك :
في الإسلام / إذا كان الهدف أو الغاية الحصول على المال بالتجارةِ مثلاً أو بأي وسيلةٍ شريفةٍ فـ هُنا " الغاية تُبرر الوسيلة "
وإذا كان الهدف الحصول على المال ولكن بوسائل غير شرعية و وغير أخلاقية فـ هُنا " الغاية لا تُبرر الوسيلة ! "
مما يدعنا نصل إلى النتيجة التالية : في أُطر الشريعة الإسلامية الأصح أن نقول " الغاية لا تُبرر الوسيلة " بشكلٍ عامْ , بل أن كُلاً من الغاية ومن الوسيلة يجب أن يُوضعا فيما يُسمى بـ " ميـزان الشـرع " .. هذا الميزان هوّ الذي يُحدد الحُكم فيهمُا سواءً من الجوّاز أو من التحريم . 
أخيراً / علينا أن نُدرك وأن نعيّ ما نقوله , حتى و لو كان 50 % مما نُرددهـ أقوالٌ مأثورة ومشهورة توارثتها الأجيالُ والقرونْ مِن قبلنا :)


* النفعيّة نسبةً إلى موقع ويكبيديا تعني : النفعية Utilitarianism مدرسة أخلاقية تقول أن القيمة الأخلاقية للفعل يتحدد بمقدار إسهامه في النفع utility العام. بسبب هذا فهي شكل من أشكال العواقبية consequentialism، التي تعني ان الفعل يقيم بحسب ما ينتج عنه. النفع - محاولة زياة ما هو جيد - يعرف من قبل عدة مفكرين على انه السعادة أو البهجة pleasure مقابل المعاناة والألم، مع ان النفعيين التفضيليين مثل بيتر سيتغر يعرف النفع على انه إرضاء تفضيلات الإنسان. تميل النفعية لاعتبار اهتمامات أي كيان قادر على الشعور بالبهجة أو الألم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق